السبت، 14 أغسطس 2010

مُطلّقات... خلف القضبان !


في مجتمعنا المحافظ نهتم كثيراً، بل يصل بنا الاهتمام حدود التّزمُّت المقيت - بماذا؟
نهتم بالمظاهر ، نهتم بالقشور ، نهتم بكلام الناس
أصبح العيب هو عميد المبادئ ، أصبح كلام الناس هو السلطة الخامسة
نحكم على الآخرين بكل تسرّع ، نعارض كل ما ينافي مبادئنا وتراثنا حتى وإن كان خطأ !
والمرأة في مجتمعنا هي أكثر من يدفع ضريبة ثقافة العيب
قضايا المرأة في مجتمعنا المحافظ هي قضايا شائكة ، بل أن التطرق لبعض تفاصيلها أو حتى الاقتراب من عناوينها العريضة ، بمثابة خط أحمر لا ينبغي تجاوزه !
سأكتفي هنا بطرح قضية قد لا يخلو منها بيت ، إنها قضية المرأة المُطلّقة
دونكم هذه النماذج :
امرأة مُطلّقة... ذنبها - ارتباطها بمن لا يخاف الله فيها !
امرأة مُطلّقة ... ذنبها - ارتباطها بزوج مستهتر لا يوجد في قاموسه معنى للمسؤولية !
امرأة مُطلّقة ... ذنبها - ارتباطها بشاب مسلوب الإرادة يتلقى الأوامر والتعليمات من خارج المنزل !
امرأة مُطلّقة ... ذنبها - أودعت زوجها كل أملاكها ليكافئها بالجحود والنكران ، ويهديها أجمل ضُرّة !
امرأة مُطلّقة ... ذنبها - رضوخها لسلطة ولي أمرها ، لتجد نفسها ممرضة لعريس في عمر جدها !
امرأة مُطلّقة... ذنبها - استسلامها لجبروت العادات ، ليكون عريسها الأقرب وليس الأمثل !
من يحمي هذه الفئة في مجتمعنا ؟
مجتمع مُتسلّط ، مجتمع قاسي ، مجتمع لا يرحم
ينظر للمُطلّقة على أنه كائن غير مُرحّب به في المجتمع !
تبكي المُطلّقة ولا تجد من يكفكف دموعها ، تصرخ ولا تجد مجيب ، تستغيث فلا تجد مغيث
تُجابه بسلسلة طويلة من الأزمات، بدايتها الأهل ونهايتها المجتمع
أهلها أول معارضي طلاقها وإن كانت على حق !

لا تجد من يقف معها في انتزاع حُريتها ، تضل لسنوات في عداد " المُعلّقات " !
ولشراء حُريتها من قوامة من يعتقد أنه رجل ، تخوض جولة مُطوّلة من المساومات
لتجد نفسها في نهاية المطاف مجبورة على الخُلع !
تحوم حولها الشبهات ، تكثر الأوامر والمنهيات ، تتّسع دائرة المحظورات
النظرات تُسلّط عليها ، والاتهامات تأتيها من كل جانب !
إنه العــــار في نظر المجتمع
والعــار بحق هو تلك النظرة العـــار !
وإزاء تلك النظرة القاصرة
تجد المُطلّقة نفسها في الغالب بين مطرقة عجوز مُعدّد ، وسندان شاب مغازل !
لماذا المُطلّقة هي الحلَقة الأضعف في المجتمع ؟
لماذا تُسلب حقوقها ولا تجد من يؤازرها ؟
لماذا تُثار حولها الشكوك ؟
لماذا تُحاط بها الظنون ؟
أين حقّها في حياة كريمة ؟
أين حقوقها الشرعية والقانونية ؟
أين حقّها في السكن والنفقة والحضانة ؟
أين حقّها في نظرة عادلة من المجتمع ؟
لماذا تُكبّل بالعيب وتُسلسل بأغلال "كلام الناس "؟
ولكي أكون عادلاً في طرحي لا بُد وأن أُشير إلى أكبر انجاز تحقّق للمُطلّقة وسط هذا السلطة الذكورية

قراراً جاء متأخراً لوزارة العدل ، يقضي باستلامها شهادة حُريتها من حضرة القاضي !
لتتحرّر أخيراً من سجن الزوجية ، وتدخل بكامل إرادتها سجن المجتمع الكبير !

هناك 4 تعليقات:

كلي أمل يقول...

هي هكذا الحياة
همسات ..وكلمات وجراح ..وعلنا
هكذا تعيش المرأة المطلقة
تصارع كلام المجتمع الذي تعيش فيه
لكن نحن وبكل جبروت أنثى نحملها نحن الإناث
لنا كبرياء يعلو كل تلك الأحاديث
ونستطيع أن نأخذ حقوقنا بأنفسنا

رائعة هذه ذاقتك التي طرحتها
وفي تجوالي على المدونه رأيت من الكلمات ما تآزرنا به نحن النسااء
تسلم يا أبو مشااري
وجعلك الله قدوة وذخرا لرجال الأمة

ستجدني أنا وقلمي في انتظار ذائقتك
وجديدك
فها أنا أنتظر جديدك بكل شوق
بورك طرحك

ابو مشاري يقول...

كلي أمل
لحضورك أريج يفوح في أرجاء المدونة
أشكر لك هذا الحضور ، وهذا الإطراء

غير معرف يقول...

(( أبو سمرة ))

أتحدى أثقف مطلقة تكتب مثل هذا المقال
يا شيخ لو ما أعرفك كان قلت هذي مطلقة تسمي نفسها أبو مشاري

ولو أنا مطلقة أول شيء أسويه أطلب منك الزواج مني

ابو مشاري يقول...

هههههههه
أخوي الغالي أبو سمرة
الحمدلله إنك تعرفني ، وإلاّ كان رحت فيها
شهادة اعتز فيها يا الغالي
لا حرمني الله حضورك الدائم