السبت، 23 يوليو 2011

الإسكان .. مـرّة أُخـــرى !



في دولة مساحتها الإجمالية تربو على مليونين وربع المليون كيلو متر مربع ، لم يعد مقبولاً أن نتحدث عن أزمة في الإسكان ، وشح في الأراضي
أو حتى الحديث عن الأسعار الخيالية لقطع الأراضي غير المكتملة الخدمات ، بخلاف الأراضي البيضاء
والسوداء
بل وحتى الوردية بلون الحياة الوردية التي ينعم بها سارقيها !
أصبحنا نعيش في سجن كبير محاطاً بالشبوك من جميع الجهات
أينما تُولّي وجهك تستقبلك الشبوك بعبارتها العنصرية أملاك خاصة يعلوها شعار نخلة العطاء وسيفي العدالة
تذهب في نزهة فتجد نفسك مضطراً للدوران في حلقة مشّبكة !
تسافر براً ، فتكون الشبوك هي المنظر الوحيد الذي يزيد طريقك مللاً ، وقلبك غبناً ، بل أنّ الشبوك باتت معلماً لتحديد المواقع على وزن قوقل شبك
يستطيع المسافر من خلالها تحديد النقطة التي وصل إليها للمتصل به عبر الهاتف الخلوي : أنا عند شبوك طويل الشبك فلان !
ما يزيد الألم ويبعث على الحسرة ، هو تلك الكيلومترات الطويلة التي شُـبّكت في لمح البصر ، لتقطع الطريق على المواطن المسكين فرصة العيش بكرامة في مساحة لا تتعدى إحدى بوابات طويل الشبك !
بينما أصحابها ينعمون بالعيش في قصور فخمة تكفي لإسكان حي كامل !
بأي قلب يعيش هؤلاء ، وبأي رئة يتنفسون الحياة ، وغيرهم من البشر يسكنون بيوت الصفيح ومتوسط الحال منهم يكتوي بنار الإيجار !
هل يظنون أنهم ورثوا الأرض واستعبدوا من عليها ؟
إنّ إحدى أسباب مشكلة الإسكان لديننا تتمثل في هذه الأراضي بكافة تصنيفاتها ، ومعالجة المشكلة تبدأ من هنا
والإعتراف بالمشكلة هو أول خطوات الحل ، ومسألة الصمت من الجهات المعنية لم يعد مقبولا ً في الوقت الراهن
فالواقع تغير ، والوضع الإقتصادي للمواطن لم يعد يحتمل أي زيادة في الأعباء
فالعمر يمضي


وحلم امتلاك قطعة أرض لم يُحققه للكثيرين إلاَ تلك الحـُـفر التي استقبلت جثامينهم !

ليست هناك تعليقات: