ما تشهده الساحة السعودية مؤخراً ، من حراكٍ نسائي مكثف على الساحتين السياسية والاجتماعية
يـُعدُّ مؤشراً قوياً على أنّ المرأة السعودية في طريقها لانتزاع بعض حقوقها ، بعد عقود طويلة من النسيان والتجاهل
فما يحدث اليوم من تكثيف ظهورها الإعلامي عبر وسائله المختلفة ، لهو دليل على أن المرأة السعودية لم تعد تلك المرأة السلبية ، التي تنتظر أن يجود عليها الرجل ببعض حقوقها حتى وإن شابها النقص !
بالأمس شاهدنا من تتحدى الجميع وتقود سيارتها ، بل وتدافع عن ذلك الحق بكل ضراوة ، وجنّدت من أجل ذلك جميع المؤيدين لمطالبها من داخل المملكة وخارجها عبر وسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية
وقبلها شاهدنا من يطالبن بحقهنّ في التصويت للانتخابات البلدية ، بل وزاد سقف مطالبهنّ لينادين بحق الترشّح لعضوية تلك المجالس !
ورفعن الدعوة تلو الأخرى لديوان المظالم للمطالبة بهذا الحق
واصلن المطالب ولم ييئسن ورفعن الصوت عالياً من أجل المطالبة بسنّ قانون للزواج يمنع تزويج القاصرات
تفاعلت مع هذه المطالبة كافة أطياف المجتمع ، ليصبح في فترة وجيزة قضية رأي عام ، لم تغفلها السلطات بل تجاوب معها مجلس الشورى على الفور ، ليطلب من وزير العدل وضع ضوابط لذلك ، ثم يأتي رد وزير العدل سريعاً ويعلن عن قرب صدور تنظيم لزواج القاصرات
طالبن بحقهن في بيع مستلزماتهن الشخصية ومع الرفض الكبير الذي جوبهن به على الدوام ، تواصلت تلك المطالب بالرغم مما صادفها من عقبات ، ليتحقق لهنّ الحـــلم أخيراً ، بعد صدور الأمر الملكي بتأنيث محال بيع المستلزمات النسائية ، لتخرس مع هذا القرار جميع الأصوات التي كانت تتحدث عن إنكار ذلك !
وما حدث منذ أيام في جامعة أم القرى من تجمعات كثيفة للطالبات المطالبات بحقهنّ في التسجيل ، بعد أن قـُـهرن وهنّ يرين الواسطات تتلاعب بذلك الحق ، لهو دليل على أنّ شقائق الرجال لم يعدن يخشين ما يخشاه الرجال في المطالبة بالحقوق !
سيكتب لهنّ التاريخ فصولاً من الشجاعة عندما توجهن بالعشرات لوزارة الداخلية للمطالبة بالإفراج عن السجناء الذين لم تتم محاكمتهم حتى الآن
وسيحتفظ وزير الخدمة المدنية ولا شك بتلك الصورة المعبّرة التي حملتها إحدى المعلمات أمام وزارته ، للمطالبة بحقها في التثبيت
وإزاء كل ذلك
فجميع المؤشرات تقول أنّ المرأة السعودية قادمة وبقوة ، وهي من ستقود التغيير في حال واصل أخيها الرجل صمته المخجل ، واكتفى بالجلوس على مقاعد المتفرجين
في مســـرحٍ كبير أبطاله هم سبب أوجاعه
وعلى قدر آلامه لا يملك سوى التصفيق في نهاية كل مشهد !