الثلاثاء، 2 نوفمبر 2010

وجوهٌ في الذاكرة !


يزورني الوجع من غير موعد
وتنزف الجراح من أعماق عاصمة الألم
وأظل في كل حالاتي أسيراً لموعدٍ لا أنتظره
موعدٌ أخافه بقدر أوجاعي
موعدٌ مع الألم ، مع الشجن ، مع الأنين
موعدٌ يُباغتني في عز بسماتي
موعدٌ يَجلدني في صمتي وهمساتي
موعدٌ يفيض بالآهات ، بل ويزلزلني من الأركان
موعدٌ يحيل مساءاتي إلى متحفٍ يحوي مجموعة جراح لا تـُقدّر بثمن
في هذا الموعد
ضوضاءٌ لا أطيق سماعها ، صورٌ لا أقوى مشاهدتها ، تجاربٌ مرّت ، تزداد مع الأيام مرارتها
أشعر بصدمةٍ ، أُصاب بالذهول حينها
إنـّها الذكـــــرى ... ولا سواها
أتجمّد عند درجة المفاجأة بحضورها، لتنقلني أوجاعها إلى درجاتٍ لا حدود لها من الغليان
ذكرى لا تستأذن عندما تحضر
ذكرى تقتحم أسواري
تتسلّق أوجاعي
لتسكن رُغماً عنـّي لبعض الوقت آلامي
ذكرى تـُثير بغبارها سكوني
ذكرى تُهيّج آهاتي وشجوني
يسترخي بحضورها الشعور ، ليأسرني بقسوة ... اللاشعور !
ذكرى تـُبحر بي في موانيء من العذابات لا مرسى لها ، تتقاذفني الأمواج كما تشاء
ذكرى تتجوّل بي داخل أرشيف الجراح ، لتنفض بعض الغبار عن جروحٍ
لم تندمل !
ذكرى تُحلّق بي في فضاءات الشجن
تعرض صوراً متتابعة من ذاكرة لا زالت تحتفظ بالعديد من الوجيه !
وجوهٌ يعلوها اللؤم ، وجوهٌ يكسوها الغدر
وكأني في تلك اللحظة الموجعة في مسرحٍ كبير
أنا كل جمهوره
يُفتح الستار
هاهو العرض قد بدأ
وهاهم الأبطال يـُؤدون أدوارهم بإتقان
سيناريو وحيد عنوانه الخيانة !
لا أملك في نهاية العرض سوى الوقوف والتصفيق الحار لتجربةٍ مريرة تعلّمت منها
أنّ المشاعر الصادقة كالألماس النقي ، تـُطلقها حممٌ ملتهبة من الأعماق
نخلط كثيراً في التفريق بين من يحاول اقتنائها لأجل إسعادنا
وبين من يحاول سرقتها لإسعاد نفسه !
أُسدل الستار
ولا زال العرض مستمراً !

هناك 5 تعليقات:

شتات فكر يقول...

رائع جداً

مبدع كعادتك

راقت لي هذه الخاطرة كثيراً

ولعلها من أجمل ما قرأته لك

وأعتقد بأنني سأكرر القراءة ...

* بالمصادفة ؛ فآخر ما كتب أخوك كان عن نفس الموضوع المعلق عليه :) وكأنه توارد خواطر ...

ودي وتقديري.

غير معرف يقول...

كلام جميل
ولكن لا داعي للحزن صحيح الدنيا مشاغل وهموم ومشاكل
خذ قسط من الراحه واغلق علقلك مع جوالك يوما فسوف تحس بالراحه
طارق يقول( أنا الشاكي أنا الباكي أنا الحساس )

ابو مشاري يقول...

أهلاً بالغالي شتات فكر
كم أسعد بمرورك
بحثت عن موضوعك الذي تقصد فلم أجده
حبذا لو أنزلت رابطه هنا
فلقد تهت بين مدوناتك لا أعرف لها مداخل ولا مخارج

ابو مشاري يقول...

أخي العزيز طارق
أشكرك على النصيحة
فمهما أغلقت وانغلقت عن كل من هم حولي
طيف عابر قد يعبث بي من جديد

شتات فكر يقول...

:( وجه حزين ؛ حتى كاد أن يبكي

- مبالغة فدمعتي عصية -

يا أخي ؛ مدونتي وإن كانت متواضعة لكني إخالها مرتبة أو هكذا توهمت ؛ ثم يأتي حبيبي أبا مشاري ليصفها بأنها غير واضحة المداخل والمخارج :(

ثم يا حبيبي ؛ قلت لك بأن بيننا توارد خواطر وأن تدوينتك هذه تطابقت معها آخر تدويناتي ؛ فابحث عن آخر تدوينة أو ركز في كلمة " جديد " أو زر هذا الرابط : http://sa3ud.blogspot.com/2010/10/blog-post.html

:) :) :) تعددت الخيارات لأشرف بمروركم.

// شتات فكر // مر من هنا ؛ ثم مضى.