السبت، 13 نوفمبر 2010

خريف الحُـزن !


عامٌ مضى ...
ولا زالت الكارثة حُبلى بالأوجاع
عامٌ مضى ...
ولازال لقبور الأبرياء صدىً يخاطب أعماق الشرفاء
عامٌ مضى ...
ولا زال للفساد رائحة طغت على رائحة الموت
عامٌ مضى ...
ولا زال السؤال يتعاظم !
من ينتصر لضحايا واعدهم القدر في مكانٍ خطـّطته أيادي الغدر ؟
من يعتذر لجثث لم يُعثر عليها بعد ؟
من يُعيد البسمة لشفاهٍ تيبّست منذ عام ؟
عامٌ مضى ...
وأصغر طفل في جدة يتساءل ببراءة
ما فائدة لجان تتقصّى ولا تقتصّ ؟ !
عامٌ مضى ...
وكل عام وجرحك بخير
يا جـِدة !

الثلاثاء، 2 نوفمبر 2010

وجوهٌ في الذاكرة !


يزورني الوجع من غير موعد
وتنزف الجراح من أعماق عاصمة الألم
وأظل في كل حالاتي أسيراً لموعدٍ لا أنتظره
موعدٌ أخافه بقدر أوجاعي
موعدٌ مع الألم ، مع الشجن ، مع الأنين
موعدٌ يُباغتني في عز بسماتي
موعدٌ يَجلدني في صمتي وهمساتي
موعدٌ يفيض بالآهات ، بل ويزلزلني من الأركان
موعدٌ يحيل مساءاتي إلى متحفٍ يحوي مجموعة جراح لا تـُقدّر بثمن
في هذا الموعد
ضوضاءٌ لا أطيق سماعها ، صورٌ لا أقوى مشاهدتها ، تجاربٌ مرّت ، تزداد مع الأيام مرارتها
أشعر بصدمةٍ ، أُصاب بالذهول حينها
إنـّها الذكـــــرى ... ولا سواها
أتجمّد عند درجة المفاجأة بحضورها، لتنقلني أوجاعها إلى درجاتٍ لا حدود لها من الغليان
ذكرى لا تستأذن عندما تحضر
ذكرى تقتحم أسواري
تتسلّق أوجاعي
لتسكن رُغماً عنـّي لبعض الوقت آلامي
ذكرى تـُثير بغبارها سكوني
ذكرى تُهيّج آهاتي وشجوني
يسترخي بحضورها الشعور ، ليأسرني بقسوة ... اللاشعور !
ذكرى تـُبحر بي في موانيء من العذابات لا مرسى لها ، تتقاذفني الأمواج كما تشاء
ذكرى تتجوّل بي داخل أرشيف الجراح ، لتنفض بعض الغبار عن جروحٍ
لم تندمل !
ذكرى تُحلّق بي في فضاءات الشجن
تعرض صوراً متتابعة من ذاكرة لا زالت تحتفظ بالعديد من الوجيه !
وجوهٌ يعلوها اللؤم ، وجوهٌ يكسوها الغدر
وكأني في تلك اللحظة الموجعة في مسرحٍ كبير
أنا كل جمهوره
يُفتح الستار
هاهو العرض قد بدأ
وهاهم الأبطال يـُؤدون أدوارهم بإتقان
سيناريو وحيد عنوانه الخيانة !
لا أملك في نهاية العرض سوى الوقوف والتصفيق الحار لتجربةٍ مريرة تعلّمت منها
أنّ المشاعر الصادقة كالألماس النقي ، تـُطلقها حممٌ ملتهبة من الأعماق
نخلط كثيراً في التفريق بين من يحاول اقتنائها لأجل إسعادنا
وبين من يحاول سرقتها لإسعاد نفسه !
أُسدل الستار
ولا زال العرض مستمراً !