الأربعاء، 23 يونيو 2010

النهاية ... تبدأ من هنا !


لا زال اسمه يتصدّر قائمة الأسماء في جوالي
له نغمة خاصة تميزه عن الآخرين ، لم أعبث بها ولم أجرؤ على تغييرها حتى بعد رحيله
ذلكم هو صديقي الذي فارق الحياة منذ ما يقارب الست سنوات !
لا زالت صورة بطاقته الشخصية تتوسط أوراقي الخاصة
ألجأ إليها بين الحين والأخر
أتحسّس من خلالها وجهه
لعلّي أشعر بأنفاسه .. أو قد يراني فتتبسّم شفاهه
نعم .. فراقه مؤلم ، ولكن ذكراه أشد إيلاماً
نعم .. غاب عن المكان ، لكنه دائم الحضور في كل زمان
تصيبني للحظات فكرة ، هي أقرب للجنون
( محاولة الاتصال برقمه )
ولكن كيف لمن مات أن يجيب ؟
كيف لمن رحل أن يرد ؟
لا زال لصوته ذلك الصدى الموجع في قلبي
لا زال لضحكاته ذلك الرنين الموقظ لذاكرتي
ملامحه لم تغب يوماً عن مُخيّلتي
ابتسامته الخجولة .. حديثه الهاديء ... مشيته الواثقة
لم يغب حضوره عن وجداني قط
لقاءاتنا المستمرة ... صحبتنا الدائمة ... سَفْرتنا اليتيمة
وصولاً إلى لقاءنا الأخير قبل وفاته بأقل من أسبوع
لن أنسى ذلك الصوت المنكسر عندما ناداني وأنا أبحث عنه في المشفى
لن أنسى تلك الصُفرة التي اعتلت ملامح وجهه الشاحب
ولا ذلك الجسد المُثخن بالألم وهو يتمدد فوق السرير...
ولا طنطنة تلك الأجهزة التي تحيط به من كل جانب
كيف لي أن أنسى ..
ومصافحته الأخيرة لا زال لها إحساس يسير في سائر جسدي
كيف لي أنسى ..
وتشابك أيدينا في تلك اللحظة كان يُنذرنا
بالفراق !
قمة الألم .. أن تجد نفسك عاجزاً عن تقديم المساعدة لمن تحب
ولكنه الأجل ... القدر .. إرادة الله التي لا مفرّ منها
فلقد جاءني صوت أخيه كالصاعقة... عندما هاتفني منتصف الليل
لا لينعي شقيقه ... بل ليعزّيني في مصابي !
رحمك الله يا صديقي الفقيد
ليكن لقاءنا في جنان الخُلد إن شاء الله
=============
في زمان قلّ فيه الوفاء بين الناس
في زمان نتعايش فيه مع الكثير ممن نحب
نتحدث معهم ، نسمعهم ، نراهم ، ثم يرحلون عن عالمنا
نبكي عليهم قليلاً ، ونتمنى لو عاشوا بيننا أطول زمن ممكن ، لنعتذر لهم ، لنخلص لهم ، لنزورهم ، لنقبّلهم ، لنحضنهم ، لنستمتع معهم بالحياة .
متى نسمو بمشاعرنا ؟
لماذا الجمود بالأحاسيس ... ؟
لماذا الجفاء في التعامل ... ؟
متى نتغير لنسعد من هم حولنا على الأرض ... قبل أن نحملهم على أكتافنا ونضعهم بأيدينا تحت نفس الأرض
التي عجزنا عن الوفاء فوقها !؟

هناك 4 تعليقات:

غير معرف يقول...

كلمات موجعة
رحم الله صديقك وموتى المسلمين
كم من الرائع أن تجد صديقا يتذكرك ويترحم عليك كل حين ..

أنت وفي له في حياته وبعد موته ..

ما أروعك

ابو مشاري يقول...

" كلمات موجعة
رحم الله صديقك وموتى المسلمين "

اللهم أمين
اشكر لك مرورك أخي الكريم

امل الغامدي يقول...

لا أخفيك ان دمعي سقط غزيرآآ بعد قرائتي لخاطرتكـ ’

والأصعب من الموت ’

أن يكون الصديق على قيد الحـــيآة ’

وتعجز عن الوصول إليهـ ’

كلماتكـ بدوون مبالغة معبرة ’

تحدثت عما في نفسي وكأني أنا الكاتبة !

شكرآ لكـ ’

دمت كاتبآآ مبدعآآآ يصوغ المعاناة بحروفهـ الذهبية ’

ابو مشاري يقول...

من الأعماق شكراً أمل
من السهل على الكاتب أن يصوغ كلماته
ولكن من الصعوبة بمكان أن يصل بهاإلى
أفئدة وعقول القراء
دمت بود قارئة تضيء المدونة بنور حروفها.