الجمعة، 10 يوليو 2009

المستقبل المجهول !


المشهد الأول :

أم توقظ أطفالها كل صباح استعداداً للذهاب إلى مدارسهم بعد أن تجهّز لهم وجبة الإفطار ... وتضع في حقيبة كل منهم " ساندوتش وعصير وحافظة ماء " وتودّعهم قبل أن يخرجوا من المنزل بقبلاتها الحارة ودعواتها الصادقة بأن يحفظهم الخالق ويحقّق آمالها وآمالهم، يستقبلهم الأب بسيارته لينقلهم إلى مدارسهم ولا ينسى بأن يضع في جيب كل منهم ريالاً أو ريالين مصروف يومي .
المشهد الثاني :
طالب مجتهد في المرحلة الثانوية ينتظر على الرصيف وصول سيارة زميله " المقتدر " كي يذهبان سوياً إلى مدرستهما ، على أمل أن يتحقّق حلم والدته التي ما فتئت تدعو له كل صباح ومساء بأن يتحصّل على أعلى نسب النجاح .
المشهد الثالث :

طالب في السنة النهائية يحضر إلى الجامعة بسيارة ليموزين يقودها سائق بنقلاديشي ، ينقده قبل أن ينزل بعشرين ريالاً هي ثمن المشوار كان قد استلفها من عامل البقالة المجاورة لمنزله لحين استلام المكافأة المتأخرة منذ شهور !

المشهد الرابع :
انتهى العام الدراسي وحصل الصغار على "1" في تقويم جميع المواد ولم ينسى والدهم أن يذهب بهم إلى المحل الشهير " كل شيء بريالين " كي يشتري لهم هدايا النجاح .

المشهد الخامس :
حصل طالب المرحلة الثانوية على نسبة 95% وكاد أن يغمى على الأم من شدة الفرح وابتهج الأب لكثرة أبواب المستقبل المشرّعة أمام ابنه .
المشهد السادس :

تخرّج الطالب الجامعي بتقدير ممتاز ، وبدأ الإستعداد لحفل التخرج الذي سيحضره أمير المنطقة ولم ينسى أن يستلف مائة ريال من عامل البقالة هي ثمن " مشلح التخرج " الذي سيستلمه من الجامعة !
المشهد السابع :

انضمام الطالب الجامعي إلى قافلة البطالة ليصبح الرقم 453.995 عاطل عن العمل حسب أخر إحصائيات وزارة العمل !
المشهد الثامن :

التحاق طالب الثانوية صاحب النسبة 95% بكلية المجتمع بعد أن تبدّد حلمه بالإلتحاق بكلية الطب التي يحلم !
المشهد التاسع :
" الصغار كبروا " وانتقلو للمرحلة المتوسطة ، غير أبهين بأي مستقبل مظلم ينتظرهم !
المشهد العاشر :
العديد من الأسر المكلومة على واقع أبنائها وقبل أن تجف دموعهم يقرأون هذا الخبر الذي نشرته العديد من الصحف :
السعوديون يحتلون المرتبة الـ13 من بين أكثر شعوب الأرض سعادة، وذلك حسب قائمة " مؤشر الكوكب السعيد" التي وضعتها مؤسسة "علم الاقتصاد الجديدة"، وهي مركز بحوث في بريطانيا. !!

ليست هناك تعليقات: