الخميس، 24 مارس 2011

حكاية نصف ريال ...!


الفساد ..الفساد .. الفساد
سيطول الحديث عن هذا الداء العضال والذي ينخر كالسوس في مختلف أوصال الدولة
هذا الداء الذي تفشّى في جميع الوزارات والإدارات الحكومية أضحى سرطاناً مرعباً استشرى فيها بلا استئذان ، بل أنّ محاولات استئصاله تسير على استحياء مما تعطيه قوة إضافية للمقاومة !
من المؤسف حقاً أن يكون الفساد ثقافة لدى البعض !
بل أنه بات عِلماً يُدرّس ، له أساتذة أفذاذ ، و تلامذة نُجباء ، يتم تكريمهم كل عام من خلال قرارات التمديد والترقيات !
والمفسدين هنا لهم فلسفتهم الخالدة " أنا ما سرقت من الجمل إلاّ إذنه " ...!
أموال الدولة بالنسبة لهم مال سائب كالجـِمال السائبة عندما تطيح ، تنتشر حولها العديد من سكاكين الطامعين فللكبار منهم السنام وما يحيط به من أضلاع ، ثم يتم اقتسام باقي الغنيمة كل بحسب مركزه ومكانته ، وتترك الرقبة على طولها مروراً بالرأس وأذن واحدة من أجل رفاهية الشعب الوفي !
أذكر قبل سنوات أنني كُلّفت من قِبل بعض الأصدقاء بشراء بعض لوازم إحدى المناسبات التي تجمعنا اسبوعياً ، وأذكر حينها أنه بقي معي نصف ريال من المبلغ الذي تم إعطاؤه لي ، فما كان مني إلاّ أعدته إلى مسؤول الميزانية في المجموعة
فقوبلت وقتها بأنواع الضحك والسخرية ، فالمبلغ في نظرهم تافه لا يستحق حتى أن أضع يدي في جيبي لاستخراجه !
فالمسألة يبدو أنها طبيعية ، فالملايين التي تُنهب في كافة القطاعات تعادل في نظر هؤلاء مبلغ النصف ريال في نظر أصدقائي !
من المخطئ ؟
أنا عندما أعدت النصف ريال ، أم هم عندما استحلوا المال العام ؟
أنا هنا لا أتحدث عن سارقي المليارات ، لأنهم ببساطة فوق القانون !
أنا أتحدث عن صغار الفاسدين ، كيف يسمح لهم بالتلاعب في المال العام تحت بنود وهمية ومشتريات مبالغ في أسعارها ؟
هناك مبالغ تـُصرف لمنتدبين خارج المملكة وهم ينعمون بالنوم داخل منازلهم !
هناك مناقصات يُعلن عنها في الصحف وأمرها محسوم في الخفاء !
بل أنّ الجُرأة وصلت بالبعض بناء مساكنهم الخاصة عن طريق أوامر الصرف من القطاعات التي يعملون بها !
ولا شك أن الفساد فنون وجنون ...
فهناك المشاريع الكبيرة وعقود الباطن التي تُنهيها بأقل جودة !
فكم سمعنا عن مدارس لها من العمر ستة أشهر ، لم يكتمل نموها فتصدّعت !
وكم شاهدنا طرق مسفلتة لو تـُركت بطبيعيتها ، لسلمنا من مشاكل هبوطها !
وهناك سرقة الأراضي واستخراج حجج استحكام وصكوك عن طريق قضاة وكـُتـّاب عدل يفترض أن يكونوا أول من يحمي المال العام .
والمضحك المبكي أنّ بعضهم يسرق الأراضي القابعة في مجاري السيول بلا خجل!
كما هو الحاصل في مدينة جدة ، ملتفّين بجُرأة واضحة على قرار مجلس الوزراء القاضي بمنع البناء في بطون الأودية .
المسألة عند هؤلاء تجاوزت تعدّيهم على حق الله وحق الدولة حتى وصلت إلى حق العباد ، ليغرق منهم من غرق ولُيفقد منهم من فُقد !
فالفساد لدينا لم يعد يمشي على الأرض ، بل أنه صار يطير بجناحين ، فهل تنجح هيئة مكافحة الفساد بقصهما ليعود مرة أخرى يمشي على الأرض ؟
على اعتبار أن القضاء على الفساد معناه تفعيل الأمر الملكي " كائناً من كان " بحذافيره ، وعدم الوقوف عند الخطوط الحمراء لبعض الكائنات !

السبت، 19 مارس 2011

شعبٌ ليس كأي شعب !


الثامن عشر من مارس 2011 للميلاد
سيبقى يوماً خالداً في قلوب السعوديين
لنسمّه يوم الوفاء ، يوم تجديد العهد والولاء ، لقائد الأمة ووالد الجميع عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله
خرج الشعب في هذا اليوم بلا موعد، وبدون حملات مُسبقة لمواقع التواصل الاجتماعي !
هكذا كـــــان الحدث ، خرج الجميع بتلقائية المواطنة الصادقة والحب المُوغل في جذور التاريخ لحكّام هذا الوطن منذ بدايات تأسيس مملكتنا الشامخة
خرج الأطفال بعفويتهم وبراءتهم يحملون صور ملك القلوب والابتسامة تملأ مًحيّاهم يسبقهم الآباء والأمهات بحسهم الوطني حاملين راية العزوالتوحيد
تحولت أرجاء الوطن بمُدنها وقراها إلى ما يُشبه الأعياد في كرنفال حقيقي أغاظ الأعداء وزادهم حزناً وكمداً
هكذا كان الموعد غير المُعلن ، موعد من القلب لتجديد العهد والبيعة لأطهر قلب - عبدالله بن عبدالعزيز -
لما لا.. وقائدنا العظيم يمُد كفه الحنونة ليمسح بها آلام شعبه
لما لا.. ومليكنا المحبوب يفتح خزائن الخير ليفيض بها من نِعم الله وينثرها في سبيل رفاهية مواطنيه
سيبقى هذا اليوم يوماً تاريخياً يتناقل أخباره هذا الجيل ومن يعقبه من أجيال
وسيبقى والدنا عبدالله أطال الله في عمره مليكاً للخير لن تنساه الأجيال وسيذكر له التاريخ على مرّ العصور هذا العطاء وهذا الحب وهذا الوفاء .

الجمعة، 11 مارس 2011

في السعودية .. لم يخرُج أحد !


بفضلٍ من الله سبحانه وتعالى كانت جمعتنا لهذا الأسبوع جمعة مباركة هادئة
أدّينا فرضنا بخشوع وسكينة ، خرجنا من مساجدنا بكل هدوء وتؤدة
ذهبنا فترة العصر بأطفالنا إلى المتنزهات ومراكز التسوق مروراً بالميادين العامة
ولم نلحظ أي تجمعات مشبوهة أو تجمهرات بإستثناء تجمعات
- بعض الحشرات حول براميل النفايات -
كانت جمعتنا في الـــ الحادي عشر من مارس
كسابقتها من الجُمع الهادئة
لا كما يريدها أعداء الوطن جمعة الغضب - غضب الله عليهم -
ولا كما يريدها رافضة ثورة حنين الذين أخزاهم الله وعادوا بخفّي حُنين
لا أظن أنّ أحداً من المراقبين تفاجأ بهذا الهدوء غير المستغرب في بلدٍ ينعم منذ عهد قديم بالأمن والأمان والإستقرار
من تفاجأ حقاً هم أعداء الوطن ، دعاة التخريب ، وأذناب الرافضة
من خرج اليوم هم فئة ضالة عقدياً يسكنون بين ظهرانينا للأسف ، ولاءهم ليس لهذا البلد الذي ينعمون بأمنه ونعمته بل ولاءهم لإيران تلك الدولة المجوسية !
فخروجهم للشارع أمرٌ ليس بمستغربٍ بل هو من صميم معتقدهم ولطالما خرجوا على مدار العام كاشفي صدورهم وجارحي رؤوسهم !
فلماذا يكون خروجهم اليوم بمثابة الحدث الأهم الذي يتابعه الإعلام الإيراني المجوسي !
لماذا يُسلّط الرافضة إعلامهم لتغطية أحداث ما يجري من تجمّعات شلل رافضية همّها إرضاء ملالي إيران على حساب استقرار هذاالبلد الآمن المطمئن ؟
إنّ ما حدث ويحدث ، ليكشف لنا مدى حقد هذا النظام - المجوسي - على هذا البلد ابتداءً من محاولة إثارة الفتنة في مواسم الحج ، وضلوعهم بتفجيرات الخُبر في العام 1996م
مروراً بالدعوة لثورة حنين ووصولاً إلى تغطية إعلامية تتلاعب بالحقائق وتُزيّفها للحديث عن ثورات وهمية لا توجد سوى في بعض صفحات الفيس بوك التي أنشأها عملاء وأذناب ذلك النظام الفاسد، لتحقيق أهدافهم الدنيئة والتي لن ينالوها بحول الله وقوته ثم بتماسك وترابط والتفاف شعب المملكة العربية السعودية حول قيادتهم الحكيمة ।
الله أكبر
عاش الملك
للعلم والوطن

الجمعة، 4 مارس 2011

مهلاً أيها الغاضبون ...!


يتناقل بعض أشقياء النت هذه الأيام حملة مدفوعة الأجر عبرمواقع التواصل الاجتماعي
الفيس بوك والتويتر، للتحريض ليوم غضب في المملكة العربية السعودية
للمساس بوحدة واستقرار بلاد الحرمين الشريفين
وتأتي هذه الحملات المُغرضة والتي تهدف في المقام الأول لزعزعة استقرار دولة تُعتبر من أكثر دول العالم استقراراً وأمناً ، بالتزامن مع توالد ثورات شعوب المنطقة العربية ، والتي لم تجني منها سوى الخراب والدمار والهلع وفقدان الأمان
مما سيضعف تلك الدول على المدى الطويل ويدفعها في السير عبر نفق مظلم لا تُعرف له نهاية !
لا كما يُروج له الأعداء من أنّ ما يحدث هو انتفاضة ضد الظلم والطغيان والاستبداد والفساد
ستجني منها الشعوب الحرية والعدالة بمجرّد إسقاط النظام !
نعم أنظمتنا العربية تعاني من جوانب قصور كثيرة بسبب الظلم والفساد والسياسات الخاطئة والاستئثار بالسلطة ، ولكن ليس بهذه الطريقة يتم الإصلاح .
إن ما حدث في البلدان المجاورة لا ينبغي أن يكون تجربة جديرة بالمحاكاة ، ولا فعلاً يدفعنا للتقليد
بل يجب أن تكون لنا ردة فعل حازمة ومغايرة لهذا الفعل تجعلنا أكثر تماسكاً ، وأكثر التحاماً بولاة الأمر ، وأكثر قُرباً بقيادتنا التي بايعناها على السمع والطاعة في اليُسر والعُسر، والمنشط والمكره .
والمؤسف حقاً أن يبادر بعض مراهقي الأنترنت بمساعدة أعداء الوطن في تنفيذ أجندتهم الخبيثة لتفكيك وحدة وطن يعتبر أنموذجاً في لحمته الوطنية .
ولهؤلاء أقول :
لن تنطلي علينا تلك الشعارات الزائفة ، ولا العناوين البرّاقة التي تتشدقون بها
فولاة الأمر مجالسهم مفتوحة و صدورهم تسعنا جميعاً ، فالأخطاء واردة
والفساد موجود ، والبطالة لا ننكرها ، ومشكلاتنا واضحة للجميع ، والإصلاحات المأمولة كثيرة ، والسبيل الوحيد لحل كل تلك المشكلات
الحوار الهادئ المتزن ، والمناصحة الواعية ، والمطالبة المُهذّبة التي تحفظ لولاة الأمر مكانتهم .
فالشوارع لم تكن في يوم من الأيام منبراً يُستقى منه سياسات الإصلاح
حفظ الله بلادنا من كل مكروه وأسبغ علينا من نِعمه ، نعمة الأمن والاستقرار
وأدام لنا ولاة أمرنا وأبعد عنهم بطانة السوء .