عندما يبكي الرجل من خشية الله فهذه نعمة ولا شك
اسأل الله أن يجعلني وإياكم ممن يبكي من خشيته
قال الله تعالى { وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا }
وعندما يبكي الرجل لفقدان شخص عزيز لديه فهذا لا يتعارض مع الطبيعة الإنسانية
فلقد بكى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لفقده ابنه ابراهيم
وقال : (( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا ابراهيم لمحزونون ))
ولكن تبقى دموع الرجل في غير ذلك من المواقف أمر يصل إلى درجة المستحيل لدى أغلب الرجال !
والرجل عادة لا يبكي إلاّ (( قهراً )) ولقد استعاذ الرسول الكريم من قهر الرجال ..
وأقصى درجات القهر تنتج عن الشعور بالظلم ، وأقصى درجات الظلم تنتج
عندما يشعر الشخص
بأنه مسلوب من كل جانب
ولا يجد إزاء كل ذلك من يقف بجانبه ولا حتى من يطمئنه على القادم من الأيام !
لعل الشعب السعودي هو من أكثر شعوب العالم احساساً بهذا القهر في السنوات الأخيرة ...
فلقد تعرض للسرقة في وضح النهار في سوق الأسهم .... وقيّدت القضية ضد مجهول !
وتعرض للنهب في مساهمات سوا .... ولم ينال الجناة الحقيقيون أدنى مساءلة !
تعرض المواطن لشتى ضغوط الحياة بسبب غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار
وكانت نهاية شكواه 5% تضاعفت بعدها الأسعار لتكون وبالاً عليه بدلاً من أن تكون عوناً له !
بالكاد أصبح راتب المواطن يكفيه أكلاً وشرباً .... لما لا يشعر بالقهر !
زيدت عليه الإيجارات وبات يهرب من صاحب العقار خوفاً من أن يجد نفسه وعائلته على أحد الأرصفة ذات يوم
لما لا يشعر بالقهر !
ناهيك عن ضعف الخدمات التي تقدم للمواطن في المستشفيات والبلديات وكافة المرافق الخدمية
بينما يتمتع الأجنبي بمكانة مرموقة وسكن فاخر وعلاج في أرقى المشافي الخاصة .... لما لا يشعر بالقهر !
عندها فقط سمعنا ممن هم حولنا ، بل وشاهدنا أحياناً دموع الرجال
لأناس ذرفوا الدموع قهراً ... رغماً عنهم ... يبكون حالهم المؤلم !
لم يتخيلوا أنهم سيعانون ذات يوم في بلاد يتوجه اليها الملايين من الأجانب لكسب الرزق !
لم يتخيلوا أن بلاد المليونين كيلو متر مربع
لا يجد فيها المواطن مساحة ( 20م×20م ) لبناء مسكن !
لم يستوعبوا مساعدات الحكومة لغيرهم من البلدان بالمليارات
بينما أغلبهم لازال يتشبت بخط الفقر ( خشية من السقوط تحته ) !
لله درك أيها المواطن
امسح دموعك انت سعودي !