الأربعاء، 2 يوليو 2008

صدى الذكـــريات



ذات مساء وتحت ضوء القمر
عصفت بي الذكريات وانتزعت من وجداني لهيب الشجن
أبحرت بخيالي نحو الماضي واستحضرت في ذهني كل الوجوه
تردّد على مسامعي ذلك الصدى الموغل في أعماق الزمن
جدّدت نسمات الليل الهادئة براكين آلامي الثائرة

أدرت رأسي في أرجاء المكان الذي طالما عشت فيه أجمل اللحظات ، تأملت ذلك الركن القصّي الذي تعوّدت الجلوس فيه دوماً ، حاولت لملمة ما بقي لي فيه من ذكريات ، وأطلقت لبصري العنان ليلتقط الصورة التي ربما تكون الأخيرة لكل تفاصيل المكان !

تأملت تلك النخلة الشامخة في عمق المكان ، اقتربت منها ، همست إليها ، تحسستها بيدي ، رأيت فيها وجه صاحبها المشرق ، رفعت بصري إلى أعلاها ، فتماثلت أمامي هامة صاحبها العالية ، استنشقت رائحة تربتها ، فاستعادت أنفاسي عطر صاحبها !

نفثت ما بداخل صدري من دخان ونفثت معه آهات موجعة تراكمت عبر سنين طوال
لازمت فيها نفس المكان وتزاملت فيها مع نفس الزمان !

آهات زلزلت كياني ..
آهات هزّت أركاني ..

حضرت معها علامات الاستفهام الغائبة
لتكبّلني بتساؤلاتها المتعدّدة ..

كيف لي أن أرحل ؟
هل بالفعل سأرحل ؟

ما أصعب الجواب عندما يكون السؤال قاسٍ !
وما أقسى الجواب عندما تكون الدموع الإجابة !

هناك 6 تعليقات:

غير معرف يقول...

للرحيل حكايات !!
وحكايات الرحيل مؤلمة دائما !!
فالغياب يحتل المقعد الأول بها!
وللحنين فيها دور البطولة !
فيأتي الرحيل و رائحة الفراق عالقة بردائه !!

بعض الرحيل يضعنا على مفترق الطرق!
نقف حائرين !
نرحل ؟ أو لانرحل ؟
نبقى ؟ أو لانبقى ؟
ومعظم خيارات الرحيل تنتهى بــ لا نرحل !
فقلوبنا تخوننا عند الاختيار كثيرا !

نتعمد عند الرحيل أحيانا
ان نُخلف لهم / بقايانا خلفنا !
في محاولة يائسة لإبقائنا في ذاكرتهم
أطول فترة ممكنة!
ففكرة غيابنا في ذاكرتهم بمجرد غيابنا من عالمهم
تؤلمنا / وتُرعبنا كثيرا !!


بعض الرحيل نختاره

وبعض الرحيل نُجبر عليه !

فيأتي بثقل الجبال

نمارسه بخُطى متثاقلة !

وكأننا نجر العالم بأكمله خلفنا !

فنمضي قليلا... ونلتفت للوراء قليلا !

لان في الخلف أشياء/ احلام / أرواح/

معلقة قلوبنا بها !

وحين نجد أنفسنا
في مواجهة صريحة وواقعيه مع الرحيل !
نملأ حقائبنا بالكثير من عطر أيامنا الجميلة !
نحاول قدر استطاعتنا الاحتفاظ بتفاصيل خاصة !
انغمسنا ذات عِشرة بها !
برغم يقيننا .. ان الايام لا تُعبأ ..بحقائب !

كل حكايات الرحيل تُسرد بصوت الألم !

إلا تلك الحكايات
التي تمضي بمن يُشكل رحيلهم عنا!
الجزء الأكبر من أفراحنا ..وأحلامنا !



كم جميل أن أسمع دقات حروفك

ولحن خطواتك تختال في كبرياء دموعك

وكم إبتسمت الأوراق واعتدلت تنحني في ظل وجودك

فـ لا اختطفتها معالم حــضورك

بل تسربت مفاتن عبيرك

فاتنه تمتشق سحابة

بحورك

احساس مرهف وعزف شجي
وان كان متشح بجلباب الوجع
ولكنه ثوبنا الذي اعتدنا عليه

لشجونك وقع جميل
فسلم لك القلب والقلم
وتقبل مروري وتقديري
ودي يسبقه وردي

تحياتي لك.....lam

ابو مشاري يقول...

كل حكايات الرحيل تُسرد بصوت الألم !

إلا تلك الحكايات
التي تمضي بمن يُشكل رحيلهم عنا!
الجزء الأكبر من أفراحنا ..وأحلامنا !

**
اعتز بك قارئي العزيز

انت اختصرت بعبارتك هذه
جميع ما وددت قوله
وهذا وأن دلّ فإنما يدل على مفدار الإحساس المرهف الذي تملكه في وجدانك

-----------------
للرحيل حكايات !!
وحكايات الرحيل مؤلمة دائما !!
فالغياب يحتل المقعد الأول بها!
وللحنين فيها دور البطولة !
فيأتي الرحيل و رائحة الفراق عالقة بردائه !!

**
ما اعذب كلماتك
وما ارقى ردودك
وما اروع الصورة في ثنايا تعليقاتك

قارئي العزيز
من يحمل قلماً كقلمك
ويحمل احساساً متقداً كإحساسك
من الظلم ألاّ يكون له مدونة
يجمع من خلالها ( احاسيسه المبعثرة )

دمت بود
ولا حرمني الله من ردودك الراقية

غير معرف يقول...

لاحرمناالله من قلمك المبدع واحرفك الرقيقة

فاحساسك بالكلمات فى منتهى الرقة والشجن

ولكن ذكريات الرحيل والفراق ترعبنا ..تؤلمنا

بارك الله فيك وفى انتظار جديدك

ابو مشاري يقول...

ملاكي الحزين
بالفعل كم هو مرعب ومؤرق الفراق
ولكنها سنة الله في الكون

اشكرك على رقة احساسك
لا حرمني الله من مداخلاتك
التي تزيح عني الشعور بالغربة

د.كيف يقول...

صدقني يا أبو مشاري لو رحلت عنا بجسدك

راح تبقى ذكرياتك . . تعليقاتك . .

قفشاتك . . مواقفك النبيلة . .

يعني بصراحة انت معانا على طول ان

شاء الله ...

ابو مشاري يقول...

د.كيف
كم يفرحني تواجدك معي
وكم هو مؤلم فراقكم بالنسبة لي !

عندما رحلت عنكم
رحلت بجسدي فقط
بينما تركت لكم جوارحي !

انتم في حل من أمركم
( افعلوا بها ما شئتم )

لا الزمان ينسيني بعادكم
ولا المكان يعوضني فراقكم !

أأأأأأه يا صديقي العزيز
هل وصلتك أهااااااااتي ؟