الأربعاء، 13 فبراير 2008

تأملات ... في الصــدق ... والكذب !




قرأت ذات مرة لأحد الأدباء قوله:
(( الحب صـدق ..
والكذب علاقة تبدأ برغبة
وتنتهي إمّا بشلل الرغبة
وإمّا بتفريغـــها ))
استوقفتني كثيراً هذه المقولة ..
حاولت تشريح واقعي من خلالها..
حاولت تعرية كلّ من هم حولي لأجلها..
ونصّبت نفسي قاضياً يبحث عن دليل إدانة لإلصاق
تهمةالغش والخداع والزيف بكل من تسلّلوا لحياتي
وفي خضّم بحثي الدؤوب وجدتني أنا المتهم الوحيد !
أنـــــا
الجاني الحقيقي !
في عصرٍ
أصبح الصدق فيه (( جناية ))
عقوبتها المستحقة
( سجنك لكل المشاعر النبيلة ، في وجدانك )!!
لم أكن أتصوّر بأنّ العواطف يمر عليها
حيناً من الدهر وتـترمّد !
بل ظننت أنّ لها جذوة دائمة الاشتعال .

لم أكن أتخيل بأنّ الإخلاص يمر عليه وقت ويخـتفي !
كالقمر حينما تحجبه تلافيف السحب .

حدّقت طويلاً في شمسي المرتحلة على شاطئ غربتي ....
مثقلاً باستفهاماتي الموجعة في انتظار إجابات ليل ظنوني ....
وقبل أن ارحل قبضت على الرمل بكفي حتى تلاصقت أصابعي
ولم يعد بمقدوره أن يتسلّل من بينها...
وعرفت حينها كم هو الفارق بين الصدق ونقيضه الذي يتغلغل إلى قلوبنا ..
ويهرب منها كالماء عندما ينساب من بين الأصابع مهما احكمنا قبضتنا عليه !!
وتبادر إلى ذهني سؤال هارب من معتقل أوجاعي..

لماذا نبلور أنفسنا في واقع ننبهر فيه ؟
نبعثر كياننا من خلاله !
بل وننصهر فيه بكامل إرادتنا ؟
ثم سرعان ما نكتشف
أنّ ذلك الواقع
ما هو إلاّ فلاشات فسفورية
لا تعطي رونقها وبريقها إلاّ بين خيـوط الظـلام !!!!

الأربعاء، 6 فبراير 2008

آهاااااات



عندما تكبر الآهااات وتتسع في الوجدان
عندما تنزف ( الـ آآآآآهـ ) بكل جراحنا ، ولا نملك حتى مجرد احتواءها ،
عندما نعجز عن البوح بالشجن الثائر ويكتمل عجزنا بإطلاق تلك

( الـ آآآآآهـ )
الممزوجة بالألم القابع خلف أسوار جرح قديم !!

وتتداعى أمام ناظرينا تلك الأسطر المريرة التي طالما دونّاها لتحكي بين طياتها ملامح ذكرى ذلك الحلم القديم المتجدد !!!

وتمر كالطيف حينها سحابة مترمّدة تعانق ستار الليل باكية رحيل شمسها ، حينها تترآى بدواخلنا تلك اللحظة (( الدافئة )) التي اُنتزعت رُغماً عنّا ، مُخّلفةً وراءها تلك الكتلة الهائلة من صقيع الـنـــدم !!!

أحبتي ….
تبادر إلى ذهني وأنا استمع إلى أغنية سيدة الغناء العربي أم كلثوم في رائعتهاالشهيرة

(( آآآآهاااات ))

ذلك الشجن المتغلغل في أعماق النفس

تلك ( الـ آآآآهـ ) الناطق الرسمي لقصة
جراااااح لم تندمل !!

فيا ترى إلى أي مدى تكون هذه
( الـ آآآآهـ )
بمثابة تسكين للجرح إذا تناسينا طوعاً
أنها صادرة من مركز الألم ؟ !

وهل بالضرورة تُمثّل تلك
( الـ آآآآهـ )
محور تناظر للجرااااح النائمة في عمق الوجدان ؟!!

دفء الـمـــاضـي



طال بي الليل واسترجعت ذكرياتي الحالمة ، نفضت الغبار العالق بدفاتري وفتشت عنك في وريقاتي القديمة ، نعم أفلست !!

لما لا وأنت رأس مالي الضائع ، أبحرت في عالم الخيال ولم أجد لحبي لك مرسى ، بحثت عن مجاديفي ونسيت انك من حطمها ، أتعبتني رحلتي ولكني صبرت ،كنت أشاهد مُحيّاك عبر تلك النجمة البائسة والتي طالما بادلتني نظرات العزاء ، حاولت نسيان وجهك فنظرت إلى كل الوجوه فلما أرى سواه !!

حاولت نسيان ملامحك
فذّكرني بك القمر !!

هربت إلى صحراء قاحلة جرداء ترنوا إلى غيث يحييها
و عشب يداعبها ، ووجدتني استرجع سحابة عاقر لطالما مننتي عليّ بها بينما كنت اغرس لك أجمل الأزهار العطشى ، حدّقت في الأفق البعيد وواصلت المسير وتراءى لي طيفك ، ركضت إليه وتناسيت انك سراب !!

لم أشأ الاعتراف بالحقيقة المررررررة ، نعم أخطأت عندما فرشت لك بساطي وجلست على رمضاء صدودك ، نعم أذنبت عندما ألبستك معطفي وقاسيت لوحدي جليد غرورك .

آآآآآآآه ليتني أعتصرك يا قلبي لتلفظ أنفاسك على يداي ، لن اسمح لذلك الشريان الموصلك بدمائي المهدرة أن يحطمني!!!

لن ادع ما تبقى لي من زماااان قاسٍ
أن يكسرني ، وما أصعبها لحظات الانكسار .

لا..لا.. لا.. لن انهزم !!
فلم تنتهي معك معركتي الخاسرة ، لن استسلم لك أبداً ،ولن ارفع راية حبي عذراً اقصد (( هزيمتي )) ، فلا زال المشوار طويلاً !!!!!

الاثنين، 4 فبراير 2008

دعووووة للبكــــــــاء



عندما يكبر الألم وتتسع رقعة الجراح .. !!
عندما تضيع معالم الحزن ما بين ابتسامة مصطنعة ودموع متجمدة !

عندما تكون جميع الفصول خريفاً ..
وجميع الجهات جنوباً ..
وجميع الحدود تلالاً ..
وجميع الطرق وعرة ..

عندما نفقد القدرة على التعبير ، عن النطق ، عن الشكوى !
عن استصدار تأشيرة (( الـ آآآآه المكلومة )) ..!

عندما نشعر بدنّو الإنفجار ولا نستطيع تفريغه من الشحنات السالبة ..
عندما نشعر برغبة حقيقية في البكاااااء ولا شيء غير البكااااء..
فتعصانا الدمــوع !

عندما نبحث عن متنفس لغليان الشجن بدواخلنا فلا نجد له منفذاً ..
عندما يعاقبك الحزن ويقسوا عليك الجرح وتفقد الـ آآآآه حروفها !
ويستشري الاحساس بالألم في سائر الجسد .. !

وتغلق حينها الأحداق جميع مناطق العبور لدمعة حارقة !

قمة الإحباط عندما تشعر برغبة جامحة في البكاااااء..
فلا تستطيع لذلك سبيلاً ..

قمة العذاب أن يـبـكيك جميعك وتبخل دموعك عن غسل أحزانك !.